النوم هو أحد أفضل الأكسير والتونك للحياة. إنه تجديد طبيعي يساعد في إنعاش كل كائن حي. أي تغيرات في جودة النوم يمكن أن تسهم في مجموعة متنوعة من الاضطرابات. تحدث اضطرابات النوم بسبب العديد من الأمراض النفسية، وهي أيضًا جزء من معايير التشخيص لبعض الاضطرابات. من بين اضطرابات النوم، يُعتبر الأرق العرض السريري الأكثر شيوعًا، حيث يكون أكثر شيوعًا بنسبة 40% بين النساء مقارنة بالرجال. يُعرَّف الأرق الشديد بأنه النوم أقل من 3.5 ساعات لدى النساء و4.5 ساعات لدى الرجال، وقد يؤدي ذلك إلى تقصير العمر. يمكن أن يتسبب الأرق غير المعالج في الاكتئاب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وربما حتى الوفاة لدى الأفراد الأكبر سنًا.
الرؤية الأيروفيدية حول النوم
في الأيروفيدا، يُعتبر النوم أو nidra أحد العناصر الأساسية لاستدامة الحياة. يتم تنظيم النوم من خلال ثلاثي الدوشات: فاتا (Vata)، بيتا (Pitta)، وكافا (Kapha)، حيث يتفاعل أداء هذه الدوشات مع وظيفة ماناس (العقل). يتم تعزيز بداية النوم بواسطة فاتا، بينما يُعزز الحفاظ على النوم بواسطة بيتا.
في حالة الأرق، يحدث تفاقم لفاتا، مما يؤدي إلى إضعاف بيتا. أيضًا، يؤدي إضعاف فاتا إلى dhatu kshaya، مما يسبب نقصًا في Ojas. لذا، من المهم دائمًا تنظيم فاتا عند إدارة الأرق.
إدارة الأرق
يمكن معالجة الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من الأرق باستخدام الأدوية التي تهدئ فاتا وبيتا، مثل تاجارا (Tagara) (Valeriana Wallichii)، جاتامانسي (Jatamansi) (Nordostachys Jatamansi)، وأشواغاندا (Aswagandha) (Withania Somnifera) وغيرها.
تُعتبر العلاجات الخارجية مثل تالام – تطبيق مزيج من تشورنا مع زيت محدد على قمة الرأس، وسيرو أبهانغام، وهو تطبيق الزيت على الرأس (تدليك لطيف)، وبادا أبهانغام أيضًا مفيدة في علاج الأرق.
في العديد من الحالات، تبدأ العلاج التطهيري (sodhana therapy) بإدارة غريثا (ghritha)، تليها سودانا (Swedanam) وفيريشانا (Virechanam). تليها العلاجات التطهيرية للرأس مثل ناسيام (Nasyam)، وشيرودارا (Shirodhara)، وسيروفاستي (Sirovasti)، وشيروليبا (Sirolepa) كخطوة تالية في علاج الأرق.
الخلاصة
يُعتبر الأرق حالة حيوية جدًا، وتُعطي الأيروفيدا أولوية قصوى في تصحيح الجوانب الفسيولوجية والنفسية، مثل النوم. تعتبر العلاجات الأيروفيدية قادرة على معالجة اضطرابات مثل الأرق إلى حد كبير، ويمكن أن تسهم بشكل كبير في المجال الطبي بشكل عام.